الأحد، 21 مارس 2010

أمى...

يمر الصغير وهو يجري فى خطوات ثابته ماسكا فى يده ورقة بيضاء بها بعض الرسومات والكلمات
ويحمل فوق ظهره شنطته الصغيره كالعاده, يبتسم وتبدوا عليه علامات الشغف, تزداد بسماته علوا كلما
اقترب من المنزل, صعد درجات السلم الأربع بسرعه ولم يضطران يرفع يده ناحية الباب
لأنه قد ارتمى بالفعل فى احضان أمه وبقى هناك مايقرب من الدقيقه حتى هدأت انفاسه
وعندها ارتسمت الضحكه على وجهه الجميل وعلى وجهها ايضا.
ظل يحكى لها كثيرا عن يومه المدرسى الغامر وايضا عن عم ابراهيم الذى يبتاع لهم الحلويات اثناء الفسحه
وهى تتابعه باهتمام وفرحه.
ثم تذكر الصبى هذه الورقة التى يمسكها, فارتمى مرة أخرى فى حضنها وقال لها "كل سنه وانت طيبه".
وأعطاها الورقة وهو لا يعرف محتواها الحقيقى ,كل مايعرفه انها شىء يعبر عن هذه المناسبه
فأخذت امه ورقة الرسم ونظرت اليها فوجدت وردة وشمس ونفس الكلمات التى قالها ابنها
فتبسمت وقد عرفت فى داخلها ان المدرسه طلبت منهم ذلك اما عن الشمس فهو اول شىء قد علمته ان يرسمه
فهو يضيفه الى كل رسماته.
فقبلته وهى تملئها السعاده وأخذته حتى يغير ملابسه ويتناول غذائه.
وظلا يتسامرا حتى أقبل اليل ,فذهبت به الى سريره وهى تغنى له فى هدوء وظلت معه دقائق حتى نام.
نام وكله احلام جميله الى المستقبل ,وخرجت هى من غرفته متجهه الى اريكتها المفضله وكلها احلام جميله الى الماضى
نعم وبدأت تدمع عيناها وهى تنظر الى الصورة هناك وبداخلها احساس أكيد انه كان يستمع ويراقب معها
كل تحركات وكلمات طفلهما ,أغمضت عينها للحظات تسرد بها سنين وذكريات فأرتسمت ابتسامة حزينه على وجهها
وفتحت عينيها على كثير من الطاقة قد بثت الى روحها فذهبت لتصلى وتشكر ربها على هذه الحياه وهذا الطفل الجميل

الحياه تعطينا وتأخذ منا.
تضحكنا وتنتظر دموعنا.
ولكنك والله لا تستحقى غير الحب و السعاده.

كل عام وانتى طيبة يا أمى

خالد

هناك تعليق واحد:

  1. بجد كلمات مرهفة الإحساس ... رجعتني لشعور من الجائز أن أكون افتقدته لمشاكل الدنيا وزحام الشغل

    ردحذف